العواطف والمال

اكتشف كيف تؤثر مشاعرك على قراراتك المالية وتحكم في اختياراتك المالية بشكل أفضل.

a desktop computer sitting on top of a wooden desk
a desktop computer sitting on top of a wooden desk

التأثير النفسي للمال

كيف تؤثر عواطفك على قراراتك المالية؟

المقدمة:

هل سبق لك أن شعرت بالندم بعد شراء شيء لم تكن بحاجة إليه؟ أو ربما شعرت بالفرح الغامر عند حصولك على مكافأة مالية؟ المال ليس مجرد أرقام في الحساب البنكي؛ إنه يمتلك قوة عاطفية كبيرة تؤثر على حياتنا اليومية وقراراتنا المالية. وفي هذا المقال، سنستكشف العلاقة العميقة بين العواطف والمال، وكيف يمكن لهذه العلاقة أن تؤثر على اختياراتنا المالية. إذا كنت ترغب في فهم أعمق لكيفية تحسين قراراتك المالية من خلال التحكم بعواطفك، فهذا المقال هو دليلك.

محتويات المقال:

1. العلاقة بين المال والعواطف

2. أنواع القرارات المالية المتأثرة بالعواطف

3. التأثيرات النفسية الشائعة

4. هل يمكن أن تؤثر البيئة الاجتماعية على عواطفك المالية؟

5. استراتيجيات للتغلب على العواطف المالية السلبية

7. الخاتمة

العلاقة بين المال والعواطف

المال ليس مجرد وسيلة لتلبية احتياجاتنا الأساسية فقط؛ إنه يمثل الأمان، الحرية، وحتى المكانة الاجتماعية للبعض. كما أن الجانب النفسي للمال يمكن أن يكون معقدًا للغاية. فالتعامل مع المال قد يثير مشاعر مثل السعادة، والقلق، والغيرة، وحتى الخوف. وهذه المشاعر لها تأثير مباشر على كيفية اتخاذنا للقرارات المالية، سواء كانت قرارات صغيرة مثل شراء قهوة يومية أو قرارات كبيرة مثل الاستثمار في منزل.

أنواع القرارات المالية المتأثرة بالعواطف

- الإنفاق المفرط: ( الشراء العاطفي )

كثير من الأشخاص يقومون بشراء أشياء لا يحتاجونها فقط لأنهم يشعرون بالملل أو الحزن. على سبيل المثال، قد تشتري جهازًا إلكترونيًا جديدًا فقط لتشعر بالتحسن بعد يوم سيئ. وبالتالي فهم يستخدمون الشراء كوسيلة للتخفيف من التوتر أو للتعبير عن مشاعر معينة.

وفي دراسة أجرتها جامعة كامبريدج أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر يميلون للإنفاق أكثر بنسبة 20% مقارنةً بحالتهم الطبيعية.

- التوفير المفرط والخوف من الخسارة: ( التردد في الاستثمار )

الخوف من فقدان المال والمستقبل وعدم اليقين يدفع البعض إلى تجنب الاستثمار تمامًا، مما يؤدي إلى خسارة فرص لتحقيق أرباح طويلة الأجل أو حتى الاستمتاع بحياتهم.

وفي تقرير من "Fidelity" لعام 2020 كشف أن 68% من الأشخاص الذين يفرطون في الادخار يفوتون فرص استثمارية كبيرة.

- الخوف من فقدان الفرصة:

وهذا الشعور يدفع الناس للاستثمار في مشاريع أو شراء منتجات لمجرد أنهم لا يريدون تفويت الفرصة، كأن تشتري جهاز اخر جديد مع وجود جهاز اخر يفي بالغرض بسبب الخوف من عدم تكرار التخفيض وتغير السعر.

- القرارات الاستثمارية تحت الضغط النفسي:

فمثلاً عندما يشعر المستثمر بالخوف من الخسارة، قد يبيع أصوله في وقت خاطئ.

مثال: خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، باع الكثير من المستثمرين أصولهم بأسعار منخفضة بسبب الخوف، مما ضاعف من خسائرهم.

وفقًا لدراسة أجرتها [جامعة كامبريدج]، فإن 70% من القرارات المالية تتأثر بالمشاعر أكثر من المنطق!

التأثيرات النفسية الشائعة: كيف تؤثر المشاعر على قراراتنا المالية؟

التأثيرات النفسية تعد جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تتسلل إلى مختلف جوانب قراراتنا وسلوكياتنا، بما في ذلك القرارات المالية. فالشعور بالتوتر أو الإجهاد، والسعادة اللحظية، والندم هي أمثلة شائعة على تلك التأثيرات التي قد تبدو صغيرة لكنها تحمل قوة مؤثرة على تصرفاتنا المالية. هذه المشاعر قد تدفعنا لاتخاذ قرارات غير مدروسة، وإليك بعض التأثيرات النفسية التي قد تظهر عليك.

تأثير التوتر والاجهاد

التوتر والإجهاد يمكن أن يدفعا الأشخاص إلى اتخاذ قرارات مالية متهورة أو عشوائية، مثل الإنفاق الزائد أو تجنب استثمارات هامة خوفًا من المخاطرة. وهذه التأثيرات تؤثر بشكل كبير على قدرتنا على التفكير بوضوح وتقييم الخيارات بعقلانية.

الشعور بالسعادة المؤقتة من الشراء

يعطي الشراء أحيانا شعورًا بالإنجاز أو السعادة المؤقتة، ولكنه قد يترك شعورًا بالندم لاحقًا إذا كان غير ضروري. هذا النوع من الشراء يُعرف بالشراء العاطفي، ويمكن أن يؤدي الى إنفاق مالي غير ضروري.

تأثير الندم على السلوك المالي

الندم الناتج عن قرارات مالية سيئة قد يدفع الشخص للقلق أو التردد في اتخاذ قرارات مستقبلية. هذا الندم يمكن أن يؤدي الى تأخير في اتخاذ القرارات المالية، أو اتخاذ قرارات غير مدروسة.

كيفية التغلب على هذه التأثيرات النفسية؟

للتغلب على هذه التأثيرات النفسية، يجب أن تتعلم كيفية إدارة عواطفك وتحسين قراراتك المالية. وإليك بعض النصائح:

- انتظر 24 ساعة قبل اتخاذ أي قرار مالي كبير

- تفكر في الأسباب التي تدفعك لاتخاذ قرار مالي معين

- حاول أن تتخذ قرارات مالية مدروسة وقليلة العواطف

- تعلم كيفية إدارة الندم والقلق الناتج عن قرارات مالية سيئة.

هل يمكن أن تؤثر البيئة الاجتماعية على عواطفك المالية؟

البيئة الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل عواطفنا وسلوكياتنا المالية، وغالبًا ما تكون هذه التأثيرات غير مرئية لكنها حاضرة وبقوة. ومن أبرز الجوانب التي تؤثر بها:

1. وسائل التواصل الاجتماعي: إن مشاهدة أنماط حياة الأخرين على منصات مثل إنستغرام وفيسبوك قد تدفع البعض إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين. وهذا الشعور بالمقارنة قد يؤدي إلى الإنفاق المبالغ فيه لمحاولة مجاراة نمط الحياة المثالي الذي يروج له الآخرون.

2. توقعات المجتمع: في العديد من الثقافات، قد يشعر الأفراد بالضغط لتلبية توقعات عائلتهم أو مجتمعهم بشأن النجاح المادي أو الإنفاق على مناسبات اجتماعية باهظة، مثل حفلات الزفاف أو الهدايا.

3. العادات المشتركة: الطريقة التي يتعامل بها الأقارب أو الأصدقاء مع المال تؤثر بشكل مباشر على الشخص. على سبيل المثال، إذا كان أصدقاؤك ينفقون بحرية على تناول الطعام في المطاعم الفاخرة، فقد تشعر برغبة في مواكبتهم حتى لو كان ذلك خارج إمكانياتك.

4. الضغوط الاجتماعية: القرارات المالية تكون أحيانًا موجهة بدافع الخوف من النقد أو الشعور بالعزلة. على سبيل المثال، قد يشتري شخص سيارة جديدة فقط للحفاظ على صورة اجتماعية أمام أصدقائه أو زملائه.

5. القيم المجتمعية: في بعض المجتمعات، يُنظر إلى المال كرمز للقوة والمكانة، مما يدفع الأفراد إلى اتخاذ قرارات مالية مدفوعة بالرغبة في تعزيز مكانتهم بدلًا من تلبية احتياجات حقيقية.

وللتغلب على هذه التأثيرات، من المهم أن يطور الشخص وعيًا ذاتيًا بعواطفه المالية، وأن يركز على تحقيق أهدافه الشخصية بدلاً من الانجراف وراء الضغط الاجتماعي. ففهم هذه التأثيرات هو الخطوة الأولى نحو اتخاذ قرارات مالية أكثر وعيًا واستقرارًا.

استراتيجيات للتغلب على العواطف المالية السلبية

- بناء ميزانية واعية: حدد دخلك الشهري بوضوح، ثم قسمه إلى احتياجات أساسية، مدخرات، وأهداف استثمارية.

- تطوير عادات الإنفاق الصحيحة: قم بوضع قائمة مشترياتك قبل الذهاب إلى المتجر. وتجنب استخدام بطاقة الائتمان للشراء العفوي نتيجة عرض مغري أو إعلان جذاب.

- التركيز على الأهداف طويلة المدى: عندما تفكر بالشراء، اسأل نفسك: هل سيساعد هذا الإنفاق في تحقيق أهدافي الكبرى؟ إذا كانت الإجابة لا، فالأفضل التراجع.

- الاهتمام بالضروريات وليس الكماليات: حدد أولوياتك بشكل واضح وتجنب الكماليات بقدر الاستطاعة.

- تأجيل الاستثمار خوفًا من الخسارة. إذا كنت تخشى الخسارة فربما من الأفضل لك أن تبدأ بمبالغ صغيرة لتتعلم السوق وتقلل من المخاطرة.

الخاتمة:

على الرغم من أن المال وسيلة مادية بالغة الأهمية، إلا أنه يحمل تأثيرًا عاطفيًا كبيرًا على حياتنا. وفهم هذا التأثير وإدارته هو المفتاح لتحسين قراراتنا المالية. شاركنا رأيك وتجاربك في التعليقات: كيف تدير عواطفك عند اتخاذ القرارات المالية؟ ولا تنسَ مشاركة المقال مع أصدقائك لنشر الفائدة!

انظم معنا في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد أولا بأول

واستمتع معنا بالعروض الحصرية والمتاحة للمشتركين فقط